معرض “خيطٌ رقيقٌ.. في رهافة الكلمات الهائمة” للفنانة كريستيانا دي ماركي
“خيطٌ رقيقٌ..في رهافة الكلمات الهائمة”، كان ذلك العنوان الذي اختارته كريستيانا دي ماركي لمعرضها الجديد، في اقتباس ملهم من قصيدة كتبها المبدع الألماني بول سيلان العام 1955، والتي جاءت كردّة فعل عن ويلات الحرب العالمية الثانية، حيث يستعين الشاعر بقوّة الكلمة للتعبير عن قدرة الإنسان على النهوض بعد سقوطه، وإمكان التعافي من تجربة هدّدت وجوده. وصوّرت القصيدة قرب تلاشي القدرات البشرية في طريقها للتلاشي كخيطٍ رفيع يبلغ المدى، لتعود بكامل قوتها. وجاء اعتماد المعرض على هذه التحفة الشعريّة نقطةَ انطلاق تعالج من خلالها مفهوم البناء والتدمير والعديد من الفروق الدقيقة التي تعكس التفاعل بينهما.
كما تمثّل كلمة “خيط” في القصيدة المادة الأساسية التي استعانت بها الفنانة في المعرض، حيث استعملت مجموعةً من الخيوط بألوان مختلفة وتقنيات متنوعة على سطوحٍ عدّة ثنائية وثلاثية الأبعاد. ومن جهة أخرى، سعت الفنانة إلى تقديم صياغات مبتكرة في تقنيات التطريز بالإبرة، والتي غالباً ما ارتبطت بالفنون النسوية والمنزلية القائمة على الحرف اليدوية، حيث أرادت دي ماركي تصوير هذه التقنية كوسيلة فنية معاصرة ومتعددة الاستعمالات لها حضورها المستقلّ وعكست إبداعاتها طابعاً حديثاً يتميّز بالبساطة المعزّزة غالباً بتدرجات أحادية اللون.